صاحب سر المنافقين {23}

من طرف **Shamosa** السبت يونيو 21, 2008 6:48 pm

الإخوة والأخوات الكرام

سلام الله عليكم ورحمته وبركاته

اليوم بمشيئة الله تعالى نُكمل المسير مع الصحابي الثالث والعشرون في سلسلة " الصحابة الكرام
حول الرسول صلى الله عليه وسلم " مع صاحب سر المافقين " ومن الله العون والسداد والتيسير

هو الصحابي الوحيد الذي عرف من الرسول صلى الله عليه وسلم أسماء المنافقين .

وكان من أعيان المهاجرين ، وحليف الأنصار ، ونجباء الصحب الكرام .

هو حُذيفة بن اليمان ، وإسم اليمان :حُسيْل بن جابر بن ربيعة بن عمرو .

أسلم اليمان ، وابنه حذيفة مبكراً ، وخرج هو وابنه حذيفة فأخذهما كفار قريش ، وقالوا : إنكما
تريدان محمداً .

فقالا : ما نريد إلا المدينة ، فأتيا رسول الله صلى الله عليه وسلم فأخبراه ، وقالا : إن شئت قاتلنا معك
فقال عليه الصلاة والسلام : " بل نفي لهم ونستعين الله عليهم " حديث صحيح أخرجه مسلم وأحمد

وهكذا أخذ المشركون اليمان ، وحذيفة قبل بدر ، وأرادوا أن يقتلوهم ، وأخذوا عليهم عهداً وميثاقاً ألا
يعينوا عليهم ، فأرسلوهما .

وبذلك فاتهما حضور غزوة بدر ، ولكنهما شهدا غزوة أحد ، وفيها استشهد اليمان خطأ ، قتله أحد الصحابة ولم يعرفه ، وتصدق حذيفة بديته . صحيح البخاري (7/279)

وقد اختصه الرسول صلى الله عليه وسلم بأن أسر إليه بأسماء المنافقين ، ومعرفة الفتن الكائنة إلى يوم الدين ، وأشراط الساعة .

يقول حذيفة رضي الله عنه :

قام فينا رسول الله صلى الله عليه وسلو مقاماً فحدثنا بما هو كائن إلى قسام الساعة ، فحفظه من حفظه ، ونسيه من نسيه . صحيح البخاري (9/433) ومسلم (2891)

وقد أبلى حذيفة في سبيل دينه بلاءً حسنا ، ويبدو ذلك جلياً في غزوة الأحزاب بأحداثها وشدائدها .

يقول يزيد التيمي رحمه الله :

كنا عند حذيفة ، فقال رجلٌ :

لو أدركت رسول الله صلى الله عليه وسلم قاتلت معه وأبليت ، فقال حذيفة : أنت كنت تفعل ذلك ؟

لقد رأتنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ليلة الأحزاب ، وأخذتنا ريحٌ شديدة ، وبرد ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم " ألا رجلٌ يأتيني بخبر القوم ، جعله الله معي يوم القيامة ؟ " فسكتنا ، فلم يجبه منا أحد .

ثم قال : " ألا رجل يأتينا بخبر القوم ، جعله الله معي يوم القيامة ؟ "

فسكتنا فلم يجبه منا أحد .

ثم قال : " ألا رجل يأتينا بخبر القوم ، جعله الله معي يوم القيامة ؟ "

فسكتنا فلم يجبه منا أحد

فقال : " قم يا حذيفة فأتنا بخبر القوم " فلم أجد بُداً إذ دعاني بإسمي ، أن أقوم .

قال " اذهب ، فأتني بخبر القوم ، ولا تذعرهم علي " أي لا تفزعهم ولا تحركهم علي ، ومعناه : لا تنفرهم وتعرفه بأمرك .

فلما وَليتُ من عنده جعلت أمشي كأنني أمشي في حمام ، حتى أتيتتهم فرأيت أبا سفيان يصْلَى ظهره بالنار (أي يُدفئه ) فوضعت سهماً في كبد القوس، فأردت أن أرميه ، فتذكرت قول رسول الله صلى الله عليه وسلم " ولا تذعرهم علي " ولو رمته لأصبته ، فرجعت فلما أتيته أخبرته بخبر القوم ، وفرغت
قُرِرْت ( أي بردت ) فألبسني رسول الله صلى الله عليه وسلم من فضل عباءة ٍ كانت عليه يصلي فيها ، فلم أزل نائماً حتى أصبحت ، فلم أصبحت قال : " قم يا نومان " . حديث صحيح أخرجه مسلم (1788) ، وأحمد ( 5/392)

هكذا كان حذيفة يضحي في سبيل نُصرة الإسلام والمسلمين .

وقد كان حذيفة حريصاً على تعليم الناس ، ونصحهم ، ووعظهم ، فكان يقول لهم :

يا أيها الناس ....ألا تسألوني ؟

فإن الناس كانوا يسألون رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الخير ، وكنت أسأله عن الشر أفلا تسألون عن ميت الأحياء ؟

فقال: إن الله تعالى بعث محمداً صلى الله عليه وسلم فدعا الناس من الضلالة إلى الهدى ، ومن الكفر إلى الإيمان ، فاسجاب له من استجاب ، فحيي بالحق من كان ميتاً ، ومات بالباطل من كان حياً .

ثم ذهبت النبوة ، وكانت الخلافة على منهاج النبوة ، ثم يكون ملكاً عضوضاً ، فمن الناس من ينكر بقلبه ، ولسانه ، ويده ، والحق استكمل ، ومنهم من ينكر بقلبه ، ولسانه كافأ يده وشعبةً من الحق ترك .

ومنهم من ينكر بقلبه كافأ يده ولسانه ، وشعبتين من الحق ترك ، ومنهم من لا ينكر بقلبه ولسانه فذلك ميت الأحياء . الحلية ( 1/275)

ولما اشتد به مرض الموت يقول خالد بن الربيع العبسي :

أتيناه وهو بالمدائن ، فدخلنا عليه في جوف الليل ، فقال لنا : أي ساعة هذه ؟ قلنا جوف الليل .

فقال : أعوذ بالله من صباح إلى النار .

ثم قال : أجئتو معكم بأكفان ؟ قلنا نعم . قال : فلا تغالوا بأكفاني فإنه إن يكن لصاحبكم عند الله خير ، فإنه يبدل بكسوته كسوة خير منها ، وإلا يُسلب سلباً . المستدرك ( 3/381)

وكانت وفاة حذيفة رضي الله عنه بع مقتل عثمان بن عفان رضي الله عنه بأشهر وذلك بالمدائن .

فرضي الله عن حذيفة وأرضاه ، وجعل أعلى عليين مأواه

وقريباً إن شاء الله نكمل المسير مع أحد الرجال الأبطال من حول الرسول صلى الله عليه وسلم ومن الله العون والتوفيق .

اللقاء القادم إن شاء الله مع " أول مؤذن في الإسلام "

اللهم ارزقنا محبتك ، وأنعم علينا بالنظر إلى وجهك الكريم في جنات النعيم ، وصحبة النبي الهادي الأمين

وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين

تقبل الله منا ومنكم صالح الأعمال

مع وافر حبي واحترامي وتقديري

أخوكم في الله /احمد شمس الدين

من طرف bad boy الثلاثاء يوليو 08, 2008 2:16 pm

حلووووووووو موووووت مشكور

صاحب سر المنافقين {23}

صاحب سر المنافقين {23}

رد: صاحب سر المنافقين {23}